حسن شحاتة المدرب التاريخي لمنتخب مصر
الرياضة اليوم
حسن شحاتة المدرب التاريخي لمنتخب مصر
حسن شحاتة هو أحد أشهر المدربين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية، ويُعتبر من أبرز الأسماء التي تركت بصمة كبيرة على كرة القدم في مصر بفضل إنجازاته المذهلة مع منتخب مصر. وُلد حسن شحاتة في 19 يونيو 1949 في قرية “كفر الدوار” بمحافظة البحيرة، وبدأ مسيرته الكروية كلاعب قبل أن يتحول إلى مدرب، ليُحقق إنجازات غير مسبوقة مع المنتخب المصري.
البداية كلاعب
حسن شحاتة بدأ مسيرته الكروية في صفوف نادي “المقاولون العرب”، حيث تميز كلاعب وسط هجومي. كان يتمتع بمهارات فنية عالية ورؤية ممتازة للملعب، وهو ما جعل منه أحد أفضل لاعبي جيله. لعب مع ناديه المقاولون العرب في أواخر السبعينات والثمانينات، وحقق العديد من البطولات المحلية.
كما كانت له مسيرة دولية مع منتخب مصر، حيث شارك في العديد من البطولات الهامة مثل كأس الأمم الإفريقية. إلا أن الفترة الأكثر تألقًا له كمدرب كانت بعد أن اعتزل اللعب وقرر أن يوجه طاقاته لتطوير كرة القدم من خلال التدريب.
مسيرته كمدرب
حسن شحاتة بدأ مسيرته التدريبية بعد أن اعتزل اللعب في أواخر الثمانينات، ولكن تحققت له الشهرة العالمية عندما تولى تدريب منتخب مصر عام 2004. ورغم أن المنتخب كان يعاني من بعض الهزات بعد الجيل الذهبي في التسعينات، إلا أن شحاتة استطاع أن يعيد ترتيب أوراق المنتخب ليصل به إلى قمة الكرة الإفريقية.
أبرز إنجازاته مع المنتخب المصري:
-
التتويج بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية (2006، 2008، 2010):
شحاتة قاد منتخب مصر لتحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ كأس الأمم الأفريقية، حيث فاز بالبطولة ثلاث مرات متتالية، في إنجاز يعتبر من بين الأفضل في تاريخ البطولة. استطاع أن يبني فريقًا متوازنًا ومتجانسًا، حيث كان يلعب بأسلوب جماعي مرن يعتمد على التمريرات القصيرة والتحكم في وسط الملعب. -
النهائي الشهير في 2010 ضد غانا:
في نهائي كأس الأمم الأفريقية 2010، قاد شحاتة منتخب مصر للفوز على غانا في المباراة النهائية بنتيجة 1-0، وكان هذا الانتصار بمثابة تأكيد على الهيمنة المصرية على كرة القدم الأفريقية في تلك الحقبة. -
تعزيز الشخصية المصرية:
شحاتة ليس فقط مدربًا تكتيكيًا ممتازًا، بل كان أيضًا له دور كبير في بناء شخصية قوية للمنتخب، حيث أضاف له روح القتال والتفاني في كل مباراة.
أسلوبه التدريبي
حسن شحاتة كان مدربًا يعتمد بشكل كبير على التكتيك الجماعي، حيث كان يولي أهمية كبيرة للانسجام بين اللاعبين، خصوصًا في خطوط الدفاع والوسط. كان يفضل طريقة اللعب الهجومية ولكن مع الحفاظ على التنظيم الدفاعي، حيث كان من المعروف عن منتخب مصر في فترته أنه لا يهدر الفرص الهجومية ولكنه أيضًا قوي في الدفاع.
شحاتة كان يحرص دائمًا على توظيف اللاعبين في المراكز التي يتناسبون معها، وهذا ساعد في تحقيق التوازن بين جوانب الفريق المختلفة. كما كان يتمتع بقدرة على قراءة المباريات جيدًا وتحديد التغييرات المناسبة في التشكيلة أو التكتيك أثناء المباريات.
لم يكن الطريق أمام شحاتة سهلاً طوال الوقت. فقد واجه تحديات كبيرة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. لكنه رغم كل الصعوبات، نجح في أن يثبت نفسه كأحد أكبر المدربين في تاريخ مصر.
من أبرز التحديات التي واجهها كانت التعامل مع اللاعبين المحليين والأجانب داخل المنتخب. ومع ذلك، بفضل كاريزما شحاتة وإلمامه الكبير بكرة القدم المصرية، نجح في خلق بيئة تناغم بين اللاعبين. كما أنه كان دائمًا يطالبهم بالانضباط والالتزام في التدريبات والمباريات.
بعد رحيله عن منتخب مصر في 2011، ترك حسن شحاتة إرثًا عظيمًا في كرة القدم المصرية، حيث سُجِل اسمه في تاريخ اللعبة كأحد أفضل المدربين الذين قادوا منتخب مصر نحو قمة أفريقيا.
حسن شحاتة هو بحق أحد أعمدة كرة القدم المصرية، وما حققه مع منتخب مصر من إنجازات يبقى في ذاكرة محبي الكرة العربية والأفريقية. لقد كان أكثر من مجرد مدرب؛ كان قائدًا استطاع أن يعيد للمنتخب المصري هيبته وقوته على الصعيدين الأفريقي والدولي.
