“قنبلة موقوتة”.. قصة مستقبل رودريغو مع ريال مدريد تثير الجدل
نشرت شبكة “ذا أثلتيك” البريطانية تقريراً طويلاً عن جناح ريال مدريد رودريغو والغموض الذي يكتنف مستقبله مع النادي، والأزمات التي دخل فيها في الآونة الأخيرة.
عندما شارك البرازيلي البالغ من العمر 24 عاماً أساسياً في المباراة الافتتاحية لريال مدريد في كأس العالم للأندية ضد الهلال السعودي، وصنع هدف فريقه الوحيد في تلك المباراة التي انتهت بالتعادل (1-1) كانت هذه أول مشاركة له أساسياً منذ استبداله بين شوطي نهائي كأس ملك إسبانيا ضد برشلونة في 26 أبريل/ نيسان الماضي.
خلال تلك الأيام ال 53، تصاعدت التكهنات حول وضع رودريغو ومستقبله، حيث كانت هناك شكوك حول أسباب غيابه، إلى جانب شائعات حول انتقال محتمل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يراقبه أرسنال عن كثب.
بدا أن المدرب الجديد تشابي ألونسو قد أسهم في إضفاء بعض الوضوح على الأمور الأسبوع الماضي، لكن رودريغو لم يلعب أي دور في فوز ريال مدريد (3-1) على باتشوكا يوم الأحد الماضي.
موقف رودريغو مع ريال مدريد
بعد نهائي كأس ملك إسبانيا، الذي خسره ريال مدريد أمام برشلونة (2-3) بعد الوقت الإضافي، أشار تقرير من صحيفة “ماركا” الإسبانية إلى أن رودريغو أخبر الجهاز الفني لكارلو أنشيلوتي أنه “لم يكن يشعر بالقوة أو الرغبة في اللعب” قبل تلك المباراة.
أفادت مصادر متعددة مقربة من لموقع “ذا أثلتيك” الموسم الماضي أن اللاعب الدولي البرازيلي يفتقر أحياناً إلى الحافز في التدريبات، لكن المقربين من النادي نفوا ذلك، وهذه المخاوف هي التي دفعت أنشيلوتي لعدم استدعاء الجناح إلى قائمة منتخب البرازيل لمباراتي تصفيات كأس العالم ضد الإكوادور وباراغواي هذا الشهر.
بعد نهائي كأس الكلاسيكو، غاب رودريغو عن المباراة التالية، ضد سيلتا فيغو في الدوري الإسباني. وأرجع كل من النادي ومقربين من اللاعب ذلك إلى إصابته بالحمى، وبعد أسبوع زار ريال مدريد برشلونة في محاولته الأخيرة للحفاظ على آمال الفريق في المنافسة على لقب الدوري الإسباني، وقد سافر رودريغو إلى العاصمة الكتالونية لكنه لم يلعب.
في تلك المباراة شارك فيكتور مونوز، جناح الفريق الرديف، لأول مرة مع الفريق الأول كبديل في الدقيقة (88)، وهو أمر جدير بالملاحظة بشكل خاص؛ نظراً لأن أنشيلوتي لم يكن معروفاً بمنحه فرصاً كثيرة للاعبي الأكاديمية خلال فترة وجوده في مدريد، وبالتالي كانت هذه علامة على وجود مشكلة بين رودريغو وأنشيلوتي.
عند سؤاله عن أداء الأسمر البرازيلي وكيف كان الوضع داخل غرفة الملابس، قال أحد اللاعبين لصحيفة “ذا أتلتيك”: “لا أعرف، إنه لاعب هادئ للغاية في كل ما يفعله”.
بعد خسارة ريال مدريد في الكلاسيكو بنتيجة 3-4، بدأ رودريغو التدرب مع الفريق في اليوم السابق لمباراة ريال مايوركا. لكنه غادر بعد ذلك إلى غرفة الملابس بعد 15 دقيقة من الحصة المفتوحة لوسائل الإعلام، بسبب مشكلة بدنية.
صرّح أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي لذلك اليوم: “يعاني رودريغو من حمى لم تسمح له بتقديم أفضل أداء له. اليوم، في أثناء التدريب، شعر بألم في ساقه. لا أعرف أي ساق. لم يكن على ما يرام ولم يتعافَ جيدًا من الحمى”.
في غضون ذلك، رد رودريغو على وسائل التواصل الاجتماعي برسالة جاء فيها: “شكراً لكم على الرسائل والمخاوف. سأعود قريباً. توقفوا عن إثارة المشاكل”.
غاب رودريغو عن تلك المباراة والمباراتين الأخيرتين من الدوري الإسباني، لكن ريال مدريد لم يصدر تقريراً طبياً -كما يفعل عادةً مع اللاعبين- وهو ما فعلوه في أكتوبر ونوفمبر بسبب إصابتين تعرّض لهما البرازيلي، وهنا زاد الشك أكثر فيما يحدث مع اللاعب.
استغل رودريغو نهاية الدوري الإسباني ليستعيد عافيته بدنياً ونفسياً، فسافر إلى البرازيل لقضاء بعض الوقت مع المقربين منه في سانتوس، المدينة التي نشأ فيها.
ماذا حدث بعد قدوم تشابي ألونسو؟
تلقى والد رودريغو عروضاً من عدد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز عبر وسطاء؛ لكنه رفضها. كانت الفرق مهتمة بمعرفة وضع رودريغو، وكان أرسنال مقتنعاً بإمكانية تقديم مشروع رياضي له، حيث يمكنه اللعب براحة، واللعب على الجانب الأيسر من الهجوم، بعدما ظل يلعب بانتظام على الجناح الأيمن مع ريال مدريد، وهو ليس مركزه المفضل.
أراد رودريغو التحدث مع ألونسو والنادي قبل اتخاذ أي قرار. في يوم تقديم مدرب باير ليفركوزن السابق، سُئِل عمّا إذا كان قد تحدث إلى اللاعب بالفعل، أجاب ألونسو. “لا.. سأجري محادثة مع جميع اللاعبين لأنهم يستحقون ذلك ونحن بحاجة إلى ذلك لأننا بحاجة إلى التعرف على بعضنا بعضاً. إنه لاعب مذهل ليس من شأني أن أكتشفه. سنحتاج إليه”.
عندما عاد رودريغو إلى التدريبات، قالت مصادر في ريال مدريد إن موقفه قد تغير للأفضل. وأضافوا أن ألونسو كان يُوليه اهتماماً بالغاً، ويُظهر احتراماً للاعب، بينما يُطالبه بالكثير. وذكرت تلك المصادر أن ذلك لا يُقدم أي ضمانات ببقاء رودريغو هذا الصيف.
في 10 يونيو/ حزيران الجاري، بعد أول جلسة تدريبية لريال مدريد مع ألونسو، نشر رودريغو رسالة بالإسبانية على وسائل التواصل الاجتماعي كتب عليها: “ببساطة سعيد”.
بعد سفر ريال مدريد إلى الولايات المتحدة، سُئل ألونسو في مؤتمره الصحفي قبل مباراة التعادل (1-1) مع الهلال عمّا إذا كان قد تحدث إلى رودريغو ويعرف ما حدث معه مؤخرًا. وقال: “أستطيع أن أخبرك بنقطة محددة، أعلم ما حدث، وأن نهاية الموسم لم تكن سهلة عليه. استغرق بعض الوقت، وهو وقت كان مفيداً له، ليستعيد رباطة جأشه. تحدثنا منذ اليوم الأول، وأراه يتطلع إلى الاستمتاع بمهاراته.
في اليوم التالي، ومع غياب كيليان مبابي أمام الهلال بسبب الحمى، بدأ رودريغو في الهجوم إلى جانب فينيسيوس جونيور ومهاجم الأكاديمية غونزالو غارسيا، وقد انتهز فرصته، وصنع هدفاً لغونزالو في تعادل مخيب للآمال. كانت بداية مشجعة للاعب تحت قيادة ألونسو، حتى وإن أظهرت شراكته في الجانب الأيمن مع الوافد الجديد ترينت ألكسندر-أرنولد مشاكل دفاعية لريال مدريد.
لكن مباراة باتشوكا زادت التكهنات حول مستقبله، حيث حصل غونزالو، وأردا غولر، وإبراهيم دياز، واللاعب الشاب مونوز على دقائق لعب قبله، وهو ما أعاد الحديث عن مستقبل اللاعب إلى الواجهة.