تدريبات ألونسو في ريال مدريد تثير الدهشة وتدين أنشيلوتي
كشف موقع “ذا أثلتيك” التابع لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير له عن الاختلافات بين أساليب التدريب بين المدرب الجديد تشابي ألونسو والسابق كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد.
لم يكن لدى الإسباني البالغ من العمر 43 عاماً سوى عدد قليل من الحصص التدريبية في ملعب فالديبيباس قبل مغادرته للمشاركة في كأس العالم للأندية 2025، وحتى في تلك الحصص، غاب العديد من اللاعبين الأساسيين، لكن بمجرد استعادة كل العناصر في الولايات المتحدة بدأ تشابي يركز على التدريبات بشكل كبير.
وحسب التقرير، فقد أعجب المراقبون والمصادر المقربة من الفريق، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم ليتمكنوا من التحدث بصراحة، بوتيرة ونشاط كل حصة، وعلق البعض على أن شدة التدريب تبدو أكبر مما كانت عليه في عهد أنشيلوتي.
تدريبات مثيرة لألونسو في ريال مدريد
راقب المدرب الإيطالي المخضرم في الغالب حصص التدريب على جانب الملعب من الخارج، فيما أدار المساعدان دافيد أنشيلوتي وفرانشيسكو ماوري الأنشطة والتدريبات، حيث كان كارلو يكتفي بالدخول للملعب إن أراد إيصال رسالة فقط ثم يخرج؛ لكن في ملعب تدريب مدريد المؤقت بالقرب من ميامي، كان ألونسو حاضراً دائماً بين اللاعبين، ودائماً يتحرك ويتحدث، حسب التقرير.
عندما كان اللاعبون يؤدون تمارين القوة وهم مربوطون بحزام مطاطي، كان ألونسو هو من يمرر الكرة إلى لوكاس فاسكيز ليعيدها برأسه في نهاية كل ركضة. وخلال المباريات التدريبية المُصغّرة، كان المدرب موجوداً مع الفريق على أرض الملعب، مُتابعاً اللعب، ومُوقفاً إياه عند الحاجة لإصدار التعليمات.
في لقطات نشرها النادي، يُمكن رؤية ألونسو وهو يُمرر الكرة إلى “الروندو”- حيث يُشكّل اللاعبون دائرة صغيرة أو مربعاً ويتبادلون الكرة بسرعة، بينما يُحاول زملاؤه في وسط الملعب اعتراضها- أو يُمرّر الكرة إلى جود بيلينغهام للتسديد خلال تمرين إنهاء الهجمات.
بدأت أولى حصص تدريب ريال مدريد في الولايات المتحدة بمساعد المدرب سيباس باريلا وهو يُنادي بالأرقام للاعبين لتشكيل مجموعات بهذا الحجم فوراً. أمّا أولئك الذين لم يتمكنوا من تشكيل مجموعة بسرعة كافية، فكان عليهم القيام بتمارين الضغط. كانت الفكرة أن يكون الجميع مُستعدين منذ الدقيقة الأولى.
أشاد العديد من اللاعبين السابقين من فرق ألونسو السابقة، كريال سوسيداد ب أو باير ليفركوزن، بكيفية تفاعله معهم خلال التدريبات عندما كانوا يعملون تحت قيادته.
على سبيل المثال صرّح أليكس غريمالدو، الظهير الأيسر لمنتخب إسبانيا وفريق ليفركوزن، لموقع “ذا أثلتيك” في مارس 2024: “تشابي لا يزال لائقاً بدنياً، ويمكنه بسهولة مواصلة اللعب. في كل مرة يشارك فيها في تمرين تكتيكي، أو لعبة استحواذ، يُسرّع من وتيرة اللعب، ليرى الفريق الإيقاع الذي يجب أن نلعب به”.
يؤكد ألونسو وجهازه الفني باستمرار للاعبيهم على أهمية كل تفصيلة في كل تمرين. خلال إحدى حصص التدريب في ميامي مع ريال مدريد سمع مراسل موقع “ذا أثلتيك” المدرب الباسكي وهو يُهنئ المدافع إيدير ميليتاو بحماس على تمريرة قصيرة، تبدو بسيطة، وهو يصيح: “أحسنت يا ميليتاو!”.
على العكس، لا يكون مدرب ريال مدريد الشاب سعيداً كثيراً عندما يفقد اللاعبون تركيزهم أو ينشغلون بما يجب عليهم فعله. طوال مسيرته التدريبية، لم يتردد في انتقاد من يُقلل من مستواه خلال الحصص التدريبية، ليتأكد من أن هذا غير مقبول.
قال غريمالدو لموقع “ذا أثلتيك” العام الماضي: “تشابي ألونسو مدرب مُتطلب للغاية، ولكن باحترام. إذا أخطأت في تمريرة خلال التدريب، يقول: هيا، لا يُمكنك ارتكاب هذا الخطأ”.
اشتهر فريق ليفركوزن بقيادة ألونسو، والذي حقق ثنائية الدوري والكأس الألمانية دون هزيمة في موسم 2023-2024، بتنظيمه المتماسك وضغطه المضاد السريع وأنماط لعبه المدروسة التي حركت الكرة للأمام بدقة وهيكلية. تطلب ذلك الكثير من التدريبات المتكررة في الملعب، حيث التزم اللاعبون تماماً بما يطلبه منهم مدربوهم.
أحضر المدرب الباسكي معظم أعضاء جهازه الفني في ليفركوزن معه إلى ريال مدريد بمن فيهم باريلا، والمحلل ألبرتو إنسيناس، ومدرب اللياقة البدنية إسماعيل كامينفورتي لوبيز، إلى جانب بينات لاباين (محلل ومدرب مساعد) ولويس يوبيس (مدرب حراس مرمى مدريد منذ عام 2021)، ومعاً يشكلون مجموعة متماسكة، يخططون لكل جلسة بهدف واضح، وهو أمر محدد يريدون من اللاعبين القيام به بشكل مختلف أو أفضل.