نجوم تركوا بصمة لا تُنسى مع الأهلي في مونديال الأندية
لطالما كانت بطولة كأس العالم للأندية مسرحًا لظهور عمالقة القارة الأفريقية في مواجهة نخبة أندية العالم، لكن قلة من الأندية استطاعت أن تترك بصمة حقيقية في هذا المحفل، كما فعل الأهلي المصري، الذي أصبح أحد أكثر الأندية مشاركة في البطولة على الإطلاق، ومن بين صفوفه، خرجت أسماء صنعت التاريخ، ليس فقط في القارة الأفريقية، بل على مستوى العالم، بفضل ما قدموه من أداء لن يُنسى.
ويستعد الأهلي للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية 2025 بأمريكا في شكلها الجديد، حيث يقص شريط افتتاح البطولة بمواجهة إنتر ميامي الأمريكي بقيادة الأرجنتيني ليونيل ميسي، في المجموعة الأولى التي تضم أيضًا بالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي.
وشارك النادي المصري من قبل في 9 نسخ لبطولة كأس العالم للأندية بأمريكا، وكان إنجازه الأكبر تحقيق الميدالية البرونزية 4 مرات، وهو أمر ليس سهلًا، حققته كتيبة من اللاعبين برزوا بشكل مميز في الحدث العالمي أمام أنظار عشاق اللعبة.وفي هذا التقرير، نستعرض أيقونات الأهلي في المونديال، وأبرز من مثلوا “المارد الأحمر” في البطولة العالمية.
محمد أبو تريكة هداف الأهلي التاريخي
حين يُذكر اسم الأهلي في كأس العالم للأندية، فلا بد أن يتصدر محمد أبو تريكة المشهد، فبموهبته الفذة وأهدافه الحاسمة، أصبح “الماجيكو” الهداف التاريخي للفريق في البطولة برصيد 4 أهداف، سجلها خلال مشاركاته في نسخ 2006 و2008 و2012.
ولا ينسى عشاق الأحمر ثنائيته في شباك كلوب أمريكا المكسيكي في نسخة 2006، ومنها هدف رائع من ركلة حرة مباشرة في شباك الحارس الشهير أوتشوا، والذي منح الأهلي الميدالية البرونزية الأولى في تاريخ مشاركاته، بعدما قاد الفريق للفوز 2-1.
كما سجل تريكة هدفًا في مرمى أوكلاند سيتي النيوزيلندي في تلك البطولة، وآخر ضد سانفريس هيروشيما الياباني في نسخة 2012، ليخلد اسمه كأحد أنجح اللاعبين العرب في تاريخ البطولة بمجموع 4 أهداف في 11 مباراة.
وتجدر الإشارة إلى أن أبو تريكة كان هدافًا لنسخة مونديال الأندية 2006، لكنه تعرض لظلم واضح بعدم تتويجه بجائزة أفضل لاعب في البطولة، لحساب البرازيلي رونالدينيو جناح برشلونة الذي سجل هدفًا فقط آنذاك، كما أن الثنائي المذكور سلفًا هما فقط من سجلا أكثر من هدف من ركلة حرة مباشرة في تاريخ البطولة.
حسين الشحات
أحد أبرز لاعبي الفريق في مونديال الأندية هو حسين الشحات، ويكفي أن نقول إنه أكثر اللاعبين خوضًا للمباريات في تاريخ البطولة برصيد 15 مباراة، وإن لعب 4 مباريات منهم لصالح فريقه السابق العين الإماراتي.
الشحات هو أحد أبرز اللاعبين في تاريخ المونديال بلا شك، فبعد قيادته العين لتأهل تاريخي إلى نهائي نسخة 2019، انتقل إلى “المارد”، حيث أسهم في تتويجهم بالميدالية البرونزية 3 مرات.
ويُعد الشحات من هدافي المونديال برصيد 4 أهداف، بواقع هدف مع العين و3 مع فريقه الحالي، لكن أهدافه مع “المارد” كانت دائمًا هامة وحاسمة، حيث سجل هدف الانتصار على الدحيل القطري في نسخة 2020 والذي قاد الفريق لمواجهة بايرن ميونخ الألماني في نصف نهائي تلك النسخة، وأحرز هدفا في شباك أوكلاند سيتي بالدور الأول لنسخة 2022، إضافة لحصوله على ركلة جزاء في المباراة ضد ريال مدريد الإسباني في الدور نصف النهائي، ثم سجل هدفا في انتصار تاريخي على الاتحاد في الدور الثاني لنسخة عام 2023 بالسعودية.
وستكون الفرصة مواتية لحسين الشحات لإضافة المزيد لسجله المميز في مونديال الأندية، بوجوده على رأس قائمة “الشياطين الحمر” ببطولة أمريكا، وإن تراجع دوره كلاعب أساسي في الفريق خاصة بعد التعاقدات الجديدة في الخط الهجومي.
علي معلول
أكثر اللاعبين مساهمة بتسجيل أهداف لـ “القلعة الحمراء” في بطولة كأس العالم للأندية هو الظهير الأيسر التونسي علي معلول، الذي لعب 12 مباراة في 4 نسخ مختلفة، واستطاع تسجيل 3 أهداف إضافة لصناعة مثلهم، ليثبت نفسه كأحد أبرز لاعبي الفريق القاهري في البطولة العالمية على مر التاريخ.
معلول تُوج مع الأهلي بالبرونزية 3 مرات، صنع هدفًا في مباراة الهلال السعودي في نسخة 2021، ثم سجل هدفا تاريخيا في نسخة 2022 ضد ريال مدريد وهي المباراة التي عرفت هزيمة الأهلي 1-4 في نصف النهائي، أما في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بتلك النسخة، فصنع هدفًا في الهزيمة أمام فلامينغو البرازيلي.
وواصل معلول تألقه في نسخة 2023، حيث سجل هدفًا في الانتصار على الاتحاد 3-1، مع تسجيل هدف من ركلة حرة مباشرة رائعة وصناعة آخر في الانتصار على أوراوا ريد دياموندز الياباني، مانحًا الفريق الميدالية البرونزية.
معلول ما زال لاعبًا بقميص الأهلي لكن مشاركته في المونديال حتى الآن غير معلومة، في ظل قرب انتهاء عقده وخروجه من الحسابات الفنية للفريق، لكنه يبقى أحد أساطير “القلعة الحمراء” في البطولة.
محمد الشناوي
حارس المرمى وحامي العرين وقائد الفريق، ومن أبرز من مثلوا “المارد الأحمر” في مونديال الأندية حيث لعب 10 مباريات، وسكنت شباكه 15 هدفًا لكنه حافظ على نظافتها في 4 مباريات، وكان عاملًا أساسيًا في إهداء الفريق برونزية نسخة 2020 في قطر، بتصديه لركلتي ترجيح في ماراثون الركلات الترجيحية ضد بالميراس البرازيلي في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
الشناوي واصل تألقه بعد تلك النسخة، وفي النسخة الأخيرة بالسعودية، تصدى لركلة جزاء من الأسطورة كريم بنزيما مهاجم الاتحاد السعودي، ليسهم في محافظة الأهلي على تقدمه وتحقيق انتصار قادهم فيما بعد لمواصلة المشوار نحو تحقيق البرونزية الرابعة.
وسيقود الشناوي، كتيبة المدرب الإسباني الجديد خوسيه ريفيرو في مونديال أمريكا 2025، على أمل تحقيق إنجاز جديد وتجاوز دور المجموعات بالنظام الجديد للبطولة.
وائل جمعة
إذا كان أبو تريكة رمز الإبداع، فإن وائل جمعة هو عنوان الصلابة والانضباط، فالمدافع الأسطوري، الذي شارك في 11 مباراة خلال مشاركات الفريق الأهلاوي في المونديال، هو أحد أكثر لاعبي الأهلي خوضًا للمباريات في هذه البطولة، متفوقًا على العديد من اللاعبين.
جمعة لم يكن مجرد مدافع؛ بل كان قائدًا، ودرعًا للفريق أمام أعتى الهجمات، مساهمًا في تحقيق فريقه 3 انتصارات، كما حمل شارة القيادة في مباراتين، وكان أحد رموز جيل الأهلي الذهبي الذي سيطر على أفريقيا وصعد إلى العالمية بثبات.
عماد متعب
تألّق عماد متعب بقميص الأهلي في كأس العالم للأندية على مدى ثلاث نسخ، وشارك في 9 مباريات، ما يجعله واحدًا من أكثر المهاجمين ظهورًا في تاريخ البطولة بقميص نادٍ عربي، واستطاع تسجيل هدفين وصناعة آخر، إضافة إلى تحركاته، وحضوره في الثلث الأخير وصناعته للمساحات، كانت عوامل فارقة في أداء الأهلي، لا سيما في نسختي 2006 و2008.
متعب كان جزءًا من ماكينة هجومية مرعبة ضمت أبو تريكة وبركات وفلافيو، وكان يمثل التهديد الدائم لأي دفاع يواجه الأهلي.
شادي محمد
بشخصيته القيادية وشجاعته في قلب الدفاع، مثل شادي محمد روح “نادي الوطنية” في واحدة من أبرز فتراته، فكان حاملًا لشارة القيادة وقاد الفريق في إنجاز مونديال الأندية 2006، وكان أحد أبرز عناصر المنظومة الدفاعية التي مهدت طريق الأهلي نحو الميدالية البرونزية.
أحمد فتحي
لم يكن أحمد فتحي مجرد لاعب متعدد المراكز، بل كان قطعة لا يمكن الاستغناء عنها في تشكيلة الفريق الأحمر، وشارك في أكثر من نسخة من البطولة بواقع 7 مباريات، وكان حضوره دائمًا ما يصنع الفارق.
بخبرته الكبيرة، وقدرته على اللعب في الظهير، الوسط الدفاعي، أو حتى قلب الدفاع عند الحاجة، كان فتحي أشبه بالمفتاح السحري في يد كل مدرب، فجهده، التزامه التكتيكي، وقتاليته، كلها سمات جعلته من الأعمدة التي لا تتزعزع داخل الملعب.