اخبار الرياضة

مونديال الأندية 2006 | أفضل أداء للأهلي وسر عدم اكتمال الحلم

قبل عقدين من الآن وتحديدًا في عام 2005 تغير وجه الأهلي المصري وبدأ في سيطرة قارية بأحد أفضل أجياله على الإطلاق بقيادة محمد أبو تريكة ومحمد بركات ووائل جمعة وعصام الحضري وثنائي الهجوم عماد متعب وأمادو فلافيو وتحت قيادة المدرب البرتغالي الأسطوري للمارد الأحمر مانويل جوزيه.

عقب تتويجه بدوري أبطال أفريقيا 2005 صعد الفريق المصري لأول مرة للنسخة الحديثة من كأس العالم للأندية في اليابان بآمال كبيرة، لكن الصدمة كانت قاسية بخسارة اللقاء الأول أمام الاتحاد السعودي بطل آسيا بهدف نظيف من توقيع محمد نور، ومن ثم خسارة المركز الخامس أمام سيدني ليعود الفريق إلى القاهرة بإحباط كبير محتلاً المركز الأخير.

لكن بعدها بعام عاد المارد الأحمر لليابان في نسخة 2006 في ثاني مشاركاته على التوالي، ونال المركز الثالث والميدالية البرونزية، ليحقق إنجازًا مميزًا بصفته أول نادٍ مصري وعربي وأفريقي يفوز بميدالية في بطولات كأس العالم للأندية، لكنه كان بمقدوره الذهاب لأبعد نقطة في تلك البطولة التي نستعرض في هذا التقرير قصة مشاركة الفريق الأحمر فيها.

تكتيكات مانويل جوزيه حسب الخصم

المباراة الأولى للأهلي كانت أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي، وهنا لم يُكرر الفريق خطأ البطولة السابقة ولعب مباراة رائعة نجح في حسمها لصالحه بهدفين دون مقابل، وخاضها الفريق بطريقة 3-4-1-2 المألوفة من مانويل جوزيه التي تعتمد على بنية دفاعية متينة ودعم من الأجنحة الخلفية وصانع ألعاب.

في الهجوم، تبادل المهاجمان فلافيو وعماد متعب مواقعهما باستمرار بين سقوط أحدهم ووجود الآخر في عمق الهجوم. أما القوة الدافعة وراء الثنائي الهجومي فكانت أبو تريكة المتميز فنيًا، الذي أظهر رؤية ثاقبة في العثور على زملائه في الفريق في دور صانع الألعاب.

في مباراة نصف النهائي أمام إنترناسيونال غير جوزيه طريقة اللعب، بوضع أبو تريكة في المقدمة مع فلافيو، وإشراك حسن مصطفى كلاعب دفاعي إضافي، مع تأخير ظهيري الطرف لتكون الطريقة 5-3-2.

في الشوط الثاني، عاد الفريق إلى تشكيلته المعتادة وبدأ في المخاطرة أكثر بدفع الظهيرين للأمام أكثر، وبفضل تمريراته السريعة صعب الأمور على بطل أمريكا اللاتينية، واستطاع إدراك التعادل عبر رأسية فلافيو، وكاد عماد النحاس أن يُسجل هدفًا للأهلي من ركلة حرة أبعدها كليمر فوق العارضة، وبعد دقائق، سدد محمد أبو تريكة كرة في القائم البعيد.

لكن خلال هذه الفترة من الضغط وأفضل فترات الأهلي، سجل إنترناسيونال من ركلة ركنية ليضمن الفوز بنتيجة 2-1، وهي كانت المباراة الأولى لإنترناسيونال الذي حقق اللقب في النهاية، ولم يكن معتادًا على أجواء اليابان، فقد كان يعتمد على مزيج من التمريرات السريعة والكرات الطويلة لمهاجميه، دون اللجوء كثيرًا للتدوير.

قال مدرب إنترناسيونال، أبيل براغا عقب المباراة: “كنا متوترين لأن هذه كانت مباراتنا الأولى”.

مباراة البرونزية التاريخية

تشابه أسلوب الأهلي وكلوب أمريكا، وتميز بالسيطرة الجيدة على الكرة والتبادل السلس لها، لكن خلا الشوط الأول إلى حد كبير من تفاصيل مهمة، وتفوق المارد الأحمر قليلاً بعد تراجع أبو تريكة إلى وسط الملعب، حيث كان يحرك خيوط اللعب. وكان هو من منح فريقه التقدم من ركلة حرة في الدقيقة 42، لكن في الشوط الثاني، أظهر المنافس المزيد من المبادرة مع إشراك بلانكو ولوبيز.

وبدأ الفريق المكسيكي في خلق الفرص، وأدركوا التعادل في الدقيقة 59. لكن النادي الأهلي عاد إلى اللقاء، وسجل أبو تريكة هدف الفوز في الدقيقة 79 بعد تمريرة رائعة من فلافيو، ليضمن الميدالية البرونزية المستحقة لأبطال أفريقيا.

التعلم من أخطاء النسخة السابقة

صحيح أن الأهلي حقق الميدالية البرونزية لاحقًا كثيرًا، لكن نسخة 2006 شهدت أفضل مستويات الأهلي، وكان بمقدوره أن يحقق إنجازًا أكبر لولا التفاصيل البسيطة في مباراة نصف النهائي تحديدًا التي خاضها المارد الأحمر بشكل مميز.

سبب تألق الأهلي في مونديال 2006 كان الخبرة التي اكتسبها في مشاركته في العام السابق حتى لو كانت مشاركة كارثية. النادي استعد جيدًا لبطولة 2006 وعالج أسباب القصور في النسخة السابقة، إذ وصل اليابان قبل أسبوع من موعد المباراة الأولى للتأقلم مع برودة الأجواء والساعة البيولوجية، وهو ما ساعد اللاعبين كثيرًا وظهر أثره على أدائهم.

ثنائية فلافيو وأبو تريكة مع الأهلي

سجل الأهلي 5 أهداف في نسخة 2006 عبر لاعبين فقط؛ هما محمد أبو تريكة (3 أهداف وهداف البطولة) وأمادو فلافيو (هدفين)، حيث صنعا ثنائية مميزة أظهرت أبرز مهارات الثنائي، وتألق أبو تريكة بالركلات الحرة المباشرة التي سجل منها هدفين أمام أوكلاند في المباراة الأولى وأمام كلوب أمريكا المكسيكي في مباراة الميدالية البرونزية.

أما أمادو فلافيو فكان أحد أفضل المهاجمين في ضربات الرأس، وهو ما أظهره أمام إنترناسيونال بضربة رأس مسجلاً هدف التعادل من كرة عرضية نموذجية من طارق السعيد، وكان هو صاحب البصمة الأولى بهدف افتتاحي أمام أوكلاند، كما صنع هدف أبو تريكة الثاني أمام كلوب أمريكا الذي منح الأهلي البرونزية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى